محمد به يكتب "الأصدقاء المتزوجون يترنحون"

َ


َ12-َ12-20َ17
بقلم : محمد به
طالب بجامعة الحسن الثاني كلية الآداب والعلوم الإنسانية-عين الشق-الدار البيضاء
شعبة الدراسات الإسلامية
 "الأصدقاء المتزوجون يترنحون "
الصداقة الصادقة قيمة مثلى وفضيلة نبيلة يعمل على ترجمتها واقعيا كل انسان صادق المشاعر والاحاسيس , والانسان منذ طفولته  يندمج في سلك الصداقة , فالطفل يخرج الى الشارع باحثا عن اطفال الجيران ليوطد معهم علاقات الصداقة , فيتقرب منهم كل يوم حتى يألفوه ويألفهم - ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف - فيمضي معهم اطيب الاوقات ويقضي معهم امتع الرحلات , ورغم أن الطفل مازالت مداركه غير واسعة الا انه مدرك لأهمية الصداقة وفوائدها النفسية والإجتماعية , وأنها وسيلة تضمن له الحماية والمتعة.
وهذا ما يثبت مقولة ابن خلدون ''أن الإنسان اجتماعي بطبعه",,ومما هو معلوم أن الإنسان يمر بمراحل متعددة , ولكل مرحلة خصائص ومميزات , ولا تخلو مرحلة من قائمة طويلة للأصدقاء بدءا بأصدقاء الطفولة  وانتهاء بأصدقاء الشيخوخة , ويمكن تشبيه علاقات الصداقة بقطار يستقله الركاب في نقطة انطلاقه وعند كل محطة يفقد  طائفة من الركاب , فلا يبقى فيه الى نقطة وصوله إلا عدد قليل من الركاب ’ هكذا أيضا حال الصداقة لا يبقى معك إلى النهاية إلا بضعة أصدقاء ’ إنهم زبدة العمر وعصارة رحلة طويلة .
للصداقة أضواء كأضواء إشارات المرور(الاخضر-الأصفر-الأحمر) أما الضوء الأخضر فيبدأ في مهمته من  الطفولة إلى ما بعد التخرج من الجامعة ’ وهي مرحلة البحث عن الوظيفة والزوجة ’ فإذا توظف الصديق  بحث عن قمره في سماء النساء  وبعدها يخطب شريك حياته ’ فينطلق الضوء الأصفر ليمهد لفترة تشهد تراخيا كبير في العلاقات بين الأصدقاء ’ لا يمريوم إلا وظل الصداقة يتقلص ’ هنا يتساءل أحدنا ماذا جرى هل أسأت لصديقي أو خيبت ظنه في أمر ما ’ تنهال  الشكوك  من كل مكان فتحملنا رياح الفضول للدخول إلى صفحات الأصدقاء على مواقع التواصل لنتفاجأ في قائمة آخر الأخبار ب (سعيد يحتفل بالزفاف) فنكتب والارتباك ظاهر في تعليقاتنا (بالرفاء والبنين)
لقد تزوج سعيد ,, فماذا تنتظر يا صاح ’  الضوء الأحمر يقول لنا بلسان حاله رجاء توقفوا’ هنا المحطة الأخيرة ’ رجاء اهبطوا من قطار الصداقة  مثنى وثلاث ورباع.
كثير هم الأشخاص الذين يطرحون علامات استفهام –وأنا منهم - لماذا يتغير الأشخاص  ولماذا تنسى وتطوى أقوى العلاقات والصداقات بعد الزواج ’ إنه سؤال يطرحه العزاب أمثالي ’ أرجوا أن يحظ  بتفسير وإجابة مقنعة لدى المتزوجين.
صديقي المتزوج راجع ذاتك,,وأفكارك,,ومشاعرك,,وقناعاتك,,وكل شيء فيك,,لقد ذاب كل شيء عندك وتغيرت لديك كل المفاهيم,,لقد حل "ألأنا" محل كل شيء.
عندما كنا نلتقي في المطاعم والمقاهي قبل أن تتزوج كنت كريما سخيا ’ كنت أصفك حينها "بحاتم" زمانه ’ واليوم كدت أن تكون "مادر" زمانه" , بل لو كنت في عصر الجاحظ لصرت بطلا في مسلسل البخلاء , سألتمس لك ألف عذر ففي الأثر (الولد مجبنة مبخلة).




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد به يكتب : الفقيه أحمد نجيب في سطور

محمد به يكتب "رسائلنا على مواقع التواصل الاجتماعي"